الطريق إلي سرت
حلمي سالم الأهالي : 14 - 11 - 2011
لجمرةُ تتدحرج من باديةً للمدن،
ومن مدنٍ للبادية،
من الرمل إلي الزرع، من الزرع إلي الرمل،
انكسر القمقمُ فتعالت صرخاتٌ:
هيا نعتق أنفسنا من قيد التاريخ ومن قيد الجغرافيا،
هذي رقصة بنغازي تغمر أطراق المعمورة:
في الحلم سيصعد عمرُ المختارُ علي مصراتة،
معتمرا بالكوفية والصبر وحكمةِ كهل يهمس:
إن مكروا فالله كبير المكارين،
ويصعد إبراهيمُ الكوني علي الزاوية، يداعب بأنامله سريانَ اللوكيميا،
ويشرِّح بالسردِ طوارقَ بدوٍ،
ويعالج كبدَ الصحراء،
ويصعد ابنُ فقيهٍ صالحُ من سرت، تعذبّه الضمّةُ والكسْرةُ،
ويعذّبه الأخدودُ الفاصلُ بين الملكِ وبين الملكوتِ،
وشلقمُ يغتسل من الدَّنس بماء الينبوع،
ويختتم جهانُ اللوحةَ برتوشٍ ساخرةٍ:
الدكتاتور أنيقٌ وحليقٌ ورشيقْ
الدكتاتور رقيقْ
يتجوّل بين رعاياه يرشُّ النعمةَ:
دارا دارا،
زنقاتٍ زنقاتٍ،
وطريقاً بطريقْ
فالدكتاتور أخٌ، وقريبٌ ، وصديقْ.
والدكتاتور وباء، وحريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق