الاثنين، 23 يناير 2012

المرأة التي تعرّتْ أمام مجلس الوزراء

المرأة التي تعرّتْ أمام مجلس الوزراء

حلمي سالم



هذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
حين انجرَّ الجسدُ علي الأسفلتِ
رأيتُ أبي
يطوي السجادةَ بعد صلاة الفجرِ،
ويختتم الوِرْدَ علي الدمعِ.
وحين هوتْ هرّاواتُ فوق الرأسِ
رأيتُ أبا العباسِ المرسِي
يسير بغير النعّل علي جمرِ،
ويطير علي أضرحةٍ
فيما الأضرحةُ تحفُّ بموجٍ يجري
خلف الموجِ،
علي كل ضريح
فَرَسُ نبي يركض جنبَ اللورّياتِ.
وهذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
لما هَوَت الأحذيةُ علي نهدي
تبسَّمَ شبحٌ وهو يحدّثني:
نادي الحلاّجَ لينقذَكِ ولن ينقذَكِ الحلاجُ،
ونادِي المعتصمَ لينجيكِ ولن ينجيكِ المعتصمُ،
ونادي التوحيدي فلن يسمعكِ التوحيدي
لأنا سوفَ نصيرُ هذا الجسدَ الفائرَ
درساً في سوء الحظِ.
أما قلنا: قَرّي في البيتِ؟
أما قلنا: عِطرُكِ معصيةٌ،
وحبالُ الحنجرة ينابيعُ الإثمِ؟
أما قلنا: الأدني أدني؟
هذي غيبوبةُ شطحٍٍ سطح صوفي،
حين انتزع العسكرُ ثوبي
شفتُ الخِضْرَ يطوف علي الشهداء
بخبزِ الرحمنِ،
وشفتُ حُماةَ العِرْض يجرِّسهم جرحُ الطفلِ،
وشفتُ الطين علي كابِ العُقداء،
فقال دراويشُ الحَضْرةِ:
لستِ تبيتينَ علي ضَيمٍ.
هذه غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
راياتٌ فوق مآذنَ ، ومريدونَ،
وموءوداتٌ، جُبَّةُ مصلوبينَ،
الحُورُ العينُ، رجالٌ قوّامونَ علي النسوةِ،
ويماماتٌ خضراءُ.
انزاحتْ غُمَّةُ شوْفٍ،
وانكشفَ حجاتُ،
فرأيتُ البلدَ الآمنَ:
مَسْخرَةً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق