أحمد حرارة
شعر: حلمي سالم
عيناي مخصَّصتان لسنبلةٍ مقبلةٍ،
ذهبت واحدة للباريء
يوم الحزن السابق،
ذهبتْ ثانية للباريء
يوم الحزن اللاحق،
في الأولى: مُرٌّ،
في الثانية: مَرَارةْ
اليُسرى شاهدةٌ كيف يقوم الموتى
من كتب الموتى،
واليمنى شاهدةٌ كيف نُصر جنازاتٌ:
شارةْ
بينهما عجلات من بؤسٍ دائرةٍ،
دوّارة
عيناي مخصصتان لسنبلة مقبلة،
تستبدل بالبصر الزوّال بصائر أبدياتٍ،
من زرقاء يماماتٍ،
يكشفن وراء الأشجار
قيامةَ مدن منهارةْ
أهبُ القرنّيات لأولاد الأرصفة،
وتلميذ الفصل،
لوعد حبيبين بلُقيا
حتى لا يصعد فوق الربوة فقهاءُ الرجم،
ووكلاء التقطيع من الخلف،
بغارات ، ومغارات ، وإغارةْ
قالوا: نتجرُ مع المولى،
فإذا الشيطان شريكُ السّلعة:
بيعاً ، وشراءً ، وتجارةْ
وهنا صارت عيناي شرارةْ
كي يبصر أطفال البر الخطوات،
يعيدوا للأرض الرؤيا،
ولأفئدة المرتجفين الجمرةَ متوهجةً،
أطفالُ البرِّ همُ البَصّارةْ
عيناي مخصّصتان لسنبلةٍ مقبلةٍ
حتى يتخلص صبيانُ الحارات
من الشرطيّ،
ومن ضباط الصاعقة،
ومن شيخ إمارةْ
واحدةٌ للحزنٍِ الأولِ،
واحدةٌ للحزن الثاني،
في الأولى: مرّ،
في الثانية: مرارة
الليلة أقرأ تاريخي بالكفين،
أعالج مرضى الأسنان بأنفاسي،
فالأنفاس رسالاتٌ،
وتحياتٌ
وحرارة
والحكمةُ:
أن القرنية إن صفّاها الصائدُ،
تغدو في ليل الحيرانين: منارةْ
وأنا أعلم:
أن عَمَايَ هو المبصرُ،
أن أصابعَ كفيَّ:
حضارةْ
حلمي سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق