السبت، 15 أكتوبر 2011

قصائد في الثناء على الضعف

قصائد في
" الثناء على الضعف "

النحو
بقليلٍ من سلامة الصوت
يمكن أن يُشفى الأعمى والأبرص ،
والسيدة التي تتقنُ النحو
ستعرف من خطاكِ بين الشرفة والمطبخ
أن هناك فعلاً مضارعًا
وراء هذا الدم الذي في الخدِّ.
نعم، قليلٌ من سلامة الصوت
يُشفي الأعمى والأبرص
بصرف النظر عن دقة النحو.
المبصرون
عندما تسمعين : ليتَ للبراقِ عينًا
سيكون منسوبُ البصيرةِ منخفضًا.
هلّتْ أهلّةُ النارِ في الوادي
فارتعشنا ليلةَ النصفِ من شعبان
ووزعنا الفجيعةَ بالتساوي على المبصرين :
كلُّ دارٍ تخصُّها ثلاثُ طعناتٍ متقناتٍ
وكلُّ شخصٍ نصيبه سبعةُ أشباحٍ ملونين .
يقفزُ الشبحُ على الساقيةِ بالليل
وعلى الرُّكبةِ بالنهار
وعلى السطوحِ بين الليل والنهار.
نام الهوى نام
وطاف الرضا بالأنام.
مقتطف
ثمة جملة بعينها
سوف أضنُّ بها على محبِّي الشعر
و لن أضمِّنُها كمقتطفٍ في أي مقطع
مع أنها مجرد جملةٍ اسمية
ليس فيها مجرورٌ أو علامةُ نصب ،
لكن فيها كثيرًا من العباءات المغربية ،
و كثيرا من الألف و الضمة والنون.
ولذا سوف أضن بها على محبي الشعر
و لن أضمنّها كمقتطفٍ
حتى لو انهار بدونها المقطع.
الحزن
أحبُّ سورةَ يوسف
بسبب العينين اللتين ابيضّتا من الحزن ،
و تحبين سورةَ مريم
بسبب لم يمسسني بشرٌ
ولم أكُ بغيًّا.
يعوزنا أن نحبَّ السورةَ التي فيها :
تُكذِّبان.
يرتجفون
نستطيعُ أن نقاومَ ملوكَ الطوائف
باستدارةٍ واحدة إلى الجهة المقابلة
لأننا خفيفون.
هؤلاء الأقوياءُ يرتجفون
كلما ابتسم شخصٌ لشخصٍ
أما أولئك الذين يتاجرون في الشكِّ
قبل الحبِّ و بعده
فهديتنا لهم : العُكَّاز.
الأبيض
العفو : ضالةُ المحبِّ ،
إذا وجدها حلّق مثل صقْر
و إذا فقدَها طالَ ليله
و هو بين الوجود والفقد :
أبيضُ كرمش العين ،
أبيضُ كبنطالِكِ ،
أبيضُ
كعفو.

الوسيط
السماسرةُ يمتنعون
فالعيونُ
أداةُ الوصل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق